لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
92700 مشاهدة
هل الدعوة في المساجد فقط؟

وسئل حفظه الله: نحن مجموعة نحضر بعض المناسبات كالزواجات ونحوها، فنطلب من أحد طلبة العلم التفضل بإلقاء كلمة مفيدة نتذكر فيها أمور ديننا، فيقوم بعض الإخوة فيعترضون علينا، ويقولون: إن أردت أن تلقي كلمة فألقها في المسجد وإلا فاسكت، فما توجيهكم لهذا الأمر حفظكم الله -تعالى-؟
فأجاب: هذا خطأ، بل نقول: إذا اجتمعتم في مجلس أحدكم، فلا يضيع هذا المجلس، بل استغلوه واستعملوه فيما فيه فائدة، فيقرأ أحدكم مثلا بالقرآن، ويقرأ آخر بالتفسير، وآخر بالحديث، أو التوحيد، أو أي شيء من الكتب المفيدة، وهذا أفضل من أن ينشغل المجلس في القيل والقال.
ولا ينافي أن المساجد تلقى فيها المواعظ، بل المساجد والمجالس والنوادي والمدارس والسيارات وما أشبهها، لا مانع من أن يتكلم الإنسان فيها بما يفتح الله عليه فينصح إخوته؛ فإن تأثروا وقبلوا فهو حظهم في الدنيا والآخرة، وإن ردوا عليه ولم يتأثروا برئ من مغبة الكتمان، ولا حرج عليه إن شاء الله.