اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
92893 مشاهدة
الواجب نحو من يفعل المنكر في بيته

وسئل حفظه الله: متى يجب على أعضاء هيئة الأمر بالمعروف الإنكار على شخص يفعل المنكرات في بيته؟
فأجاب: مثل هذا لا يختص الإنكار عليه بأعضاء الهيئة؛ بل على كل من علم حالته أن ينصحه وينكر عليه ما يفعله، فإن كان لا يظهر أثر ذلك، بل هو مستخف بمعصيته، فعلى كل من عرف ذلك أن يكرر النصح له والتحذير من سوء العاقبة وعقوبة الذنب، وآثاره السيئة، ولا شك أن أعضاء الهيئة أولى من يبدأ بنصيحة المسلمين عما عرفوه من السيئات التي تختفي في البيوت.
أما إذا كانت المعاصي في البيوت، ولكن تظهر علاماتها كأنتل التلفزيون وجهاز الدش فإن على الهيئة الإنكار علانية، حيث إن أصحابها قد أعلنوها وأظهروها لكل من مر بهم، فلا حاجة إلى النصيحة الخفية، لأنه قد لا يتأثر بها غالبا، ومع ذلك تبدأ بنصحه بانفراد، ثم تحذيره وتخويفه من المنكرات وآثارها، ولا تملك أكثر من ذلك، سواء كنت من أعضاء الهيئة أو من المواطنين لانتشارها وتمكنها، أما المعاصي الخفية، فينصح صاحبها خفية.