لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
90685 مشاهدة
من تفسيرات المتأخرين المقبولة

ونحن نقول: إن القرآن له معان كثيرة، ويمكن أن المتأخر يستنبط منه أمورا لم يأت بها المتقدم، إذا كان تَرَكَ أولٌ لآخر؛ ولأجل ذلك نقر تفاسير المتأخرين، ونقول: إن فيها كثيرا من الصواب، فعندنا مثلا تفسير المنار الذي هو لمحمد رشيد رضا تفسير بالرأي يتوسع في كثير من الآيات، والمعاني التي يتطرق إليها معان صحيحة، والاستنباطات أيضا صحيحة؛ ولكن لم تكن مذكورة في كتب المتقدمين، ولعلها مما فتح الله تعالى على المتأخرين. وكذلك تفسير سيد قطب يأتي فيه أيضا استنباطات واستدلالات غريبة عجيبة، وتكون مما فتح الله تعالى على يديه وعلى قلبه.
لا شك أيضا أنها معان ظاهرة يعني يمكن أخذها من القرآن، وإن لم توجد في كلام المتقدمين، وفيه أخطاء كما ذكرنا. كذلك أيضا شيخنا الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله فسر كثيرا من القرآن، يعني وصل إلى نحو سورة الأنفال أو التوبة وتفسيره أيضا فيه عجائب، يأخذ كثيرا من تفسير المنار، ويرجع إلى كثير من التفاسير ثم يأتي بأساليب عجيبة، حتى إنه طبع تفسير الفاتحة في مجلد، كما هو مشاهد، مما يدل على أن الله تعالى فتح عليه، وأنه يأتي الآخِر بفوائد زيادة على ما جاء به المتقدمون، وكلام الله تعالى واسع المعاني، ولكن الذين يحملون الآيات على محامل لا يحتملها اللفظ لا ينبغي الإصغاء إلى أقوالهم نكتفي بهذا. والله أعلم.

من قرأ كتاب الكشاف يقرأ معه الانتصاف ؛ لكن ذكرنا أن صاحب الانتصاف أشعري أقر الكشافَ على تأويل آيات الصفات، يعني كتأويل آيات الاستواء وآيات العلو وآيات الرفع وآيات صفة الوجه وصفة اليد وصفة العين وما أشبهها، وكذلك على تأويل آيات المحبة والرضا وآيات العجب ونحوها، والكراهية والبغض، فإذا كان الإنسان عالما بهذه العقيدة عقيدة أهل السنة في هذه الصفات وقرأه وتفطن لما علق عليه العلماء فيستفيد منه فوائد بلاغية.

فيه بلاغة وفيه قوة أسلوب، لكن كما ذكروا أنه يدخل السم في الدسم، وأنه يأتي بعبارات موهمة وفيها ما يؤيد بدعته، وفي التفاسير غيره كفاية عنه. والله أعلم.