الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
133565 مشاهدة
من ثبت له الخلق هو الأحق بأن يعبد

...............................................................................


فيستدل بذلك على أن له خالقا، وأن الخالق هو الرب تعالى الذي لا يعجزه شيء أراده، ثم يستدل بعد ذلك على أن الخالق لهذه المخلوقات هو المستحق للعبادة وحده فيخلص له الدعاء، ويخلص له العبادة، وكذلك أيضاً يعظمه حق التعظيم، ويعترف بعظمته، ويحترم أسماءه وصفاته وكلامه، ويصدق رسله الذين أرسلهم يدعون الناس إلى معرفة الله تعالى وإلى عبادته وحده.
إذا نظرنا في الأدلة التي نصبها الله تعالى لعباده وجدنا أن الله يخبر عباده بهذه الأدلة إما للدلالة على أنه الخالق وحده، وإما للدلالة على أنه المعبود وحده مثل الآيات التي في سورة النمل: أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ختم الآية بقوله: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ وهكذا الآيات التي بعدها يختم كل آية بقوله: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ أي: هل هناك إله يستحق أن يؤله وأن يتخذ إلهاً؟ يعني: معبوداً مع الله تعالى.
الجواب: ليس هناك إله مع الله بل هو الإله وحده، ولو أن العباد ومنهم المخاطبون تأملوا، وقرءوا هذه الآيات وحدها لعرفوا بذلك أنهم ضالون حيث جعلوا مع الله آلهة يُعبدون، ولكن قد تتعجب كيف أنهم يسمعون هذه الآيات ومع ذلك لم يعتبروا بها؟ ولعل الجواب أنهم لا يستمعون. قد حكى الله عنهم أنهم قالوا: لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ينهى بعضهم بعضاً ينهون سفهاءهم، وصغارهم، ويقولون: لا تستمعوا إلى هذا القرآن مخافة أنهم إذا استمعوه يدخل في قلوبهم.