تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
133595 مشاهدة
حجاب الله النور

...............................................................................


يقول في هذا الحديث: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ذكر أن الله تعالى احتجب عن خلقه، وجعل حجابه النور؛ نور قوي لا يستطيع أحد أن ينظر إليه أو أن يثبت له، وكذلك أيضا جلال وجه الله سبحانه. لا يستطيع أحد أن يثبت أمامه ولا يستقيم أحد أمام عظمة الله تعالى. لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، فأثبت الحجاب الذي هو حاجز بينه وبين خلقه.
وكذلك أيضا أثبت أنه نور أي نور مستضيء لا يستطيع أحد أن يصفه، نور لا يقدر قدره إلا الله تعالى. في بعض الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن أخبر بأن على وجهه رداء الكبرياء في جنة عدن، فإذا شاء أن يتجلى لعباده كشف ذلك الرداء، وكشف ذلك الحجاب الذي هو من النور.
وفي حديث أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه أي كيف أراه وهو نور لا أقدر أنا أن أراه لما بيني وبينه من النور، فأثبت أن هناك أنوار مضيئة لا يستطيع البصر؛ بصر الإنسان أن يخرقها، وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه يعني: من جلال الله تعالى ومن عظمته لاحترقت المخلوقات التي تبدو له.