لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
133553 مشاهدة
الاستواء على العرش وعظمة الله

...............................................................................


فنعرف أن ربنا سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض؛ كما أخبر بذلك قال سبحانه وتعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ فأخبر بأنه الذي خلق السماوات والأرض وأنه الذي استوى على العرش.
وكذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعظمة السماوات وما بينها من المسافات، وأن ما بين سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة. وهذا هو الثابت، وأما في الآثار التي فيها خمسون ألفًا أو عشرة آلاف سنة، فإن هذا لم يكن بإسناد قوي. وما ورد خمسمائة سنة لم تصل إلى ألف؛ فضلا عن عشرة آلاف فضلا عن خمسين ألفًا فيعتمد ما ثبت.
وكذلك أيضًا استواء الله على العرش ذكر في سبعة مواضع من القرآن، وهذه السبع اطردت على ذكر الاستواء. وسئل عنه بعض السلف كأم سلمة وربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك بن أنس فقالوا: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. هذا هو كلامهم. فأخبروا بأن الاستواء معلوم أي مفهوم معناه له معنى. وذلك المعنى مفهوم بحيث أنه يفسر ويبين ويترجم من لغة إلى لغة. إلا أن له كيفية وتلك الكيفية لا يجوز البحث عنها الكيف مجهول.
هكذا أجاب هؤلاء السلف رحمهم الله. وعليه اتفق العلماء حيث فسروا الاستواء: ففسره بعضهم بالاستقرار اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ استقر. وفسره بعضهم بالعلو: علا، وفسر بالارتفاع: ارتفع على العرش، وفسر بالصعود. ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في قوله:
ولهـم عبـارات عليهــا أربـع
قــد حـررت للفـارس الطعـان
وهـي استقـر وقد علا وكذلك ار
تفـع الـذي مـا فيه من نكـران
وكـذاك قد صعـد الذي هو رابع
وأبـو عبيـدة صـاحب الشيـباني
يختـار هـذا القـول في تفسيره
أدرى مــن الجـهمي بـالقـرآن

هذا هو ما دلت عليه هذه الكلمات. وأما كيفية الاستواء فإننا نتوقف عنها. ويقال كذلك في بقية صفات الله سبحانه.