لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
84812 مشاهدة print word pdf
line-top
ادعاء بعض الفرق الضالة أنها من أهل السنة

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وسلم.
دائما تكون الوصية بالتمسك بالكتاب والسنة، والتمسك بعقيدة أهل السنة، ومع ذلك فإن كل طائفة تدعي التمسك، وكل طائفة تدعي الاتباع، ولكن المرجع حقا إلى الدليل الواضح، فإن أهل البدع كالمعتزلة ونحوهم يدعون أنهم أهل السنة، ويدعون أن الكتاب والسنة دليل على ما يقولون، وأنهم متمسكون بالكتاب ومتمسكون بالسنة، ويستدلون بآيات من القرآن على بدعهم، وإذا جاءتهم الآيات التي تخالف نحلتهم حرفوها وصرفوها عن مدلولها، وحرصوا على صرفها.
ولا شك أن هؤلاء بعيدون من السنة وبعيدون من الكتاب، وكذلك بقية المبتدعة ولو تسموا بأنهم أهل السنة؛ فإذاً معلوم أن دلالة الكتاب والسنة دلالة واضحة، وأن الآيات التي يستدل بها أهل السنة متضافرة ومتواردة على ما يريدون، وكذلك الأحاديث الصحيحة واضحة الدلالة لا خفاء فيها، فعلى هذا لا يقبل كل من يدعي أنه من أهل السنة، بل يطالب بالدليل، فإذا ادعى مثلا بدعة يتمسك بها طولب بالدليل عليها، ثم إذا لم يكن عنده دليل يرد عليه ما يقوله، ويبين أنه مبتدع، وهكذا يقال في كل مبتدع ولو كانت البدع خفيفة أو مغلظة.
أما أهل السنة حقا فلا يوجد أنهم خالفوا دليلا واضحا لا آية ولا كتابا، بل سيرهم مع الأدلة، وتمسكهم بها، ولو خالفهم من خالفهم من الناس، ولو خالفهم ولو خالفوا العقول -كما يقال- أو أفهام كثير من الناس، لا يعبئون بمن يخالفهم، ولا عبرة لمن خالف الدليل ولو ادعى أنه على عقل، وأنه متمسك بالعقل، لا عبرة لمن قال فيما يقول.
والحاصل أن أهل السنة هم الذين يعملون بالأدلة السمعية النقلية الصحيحة الصريحة، ويتواصون بالتمسك بها، ولا يعبئون بما يقال أنكم خالفتم المعقول، وأنكم عملتم بخلاف الأفهام، وأنكم خالفتم الجماهير، وأنكم وأنكم، لا يقال ذلك ما دام أن أسوتهم سلف الأمة، ودليلهم الكتاب والسنة يعني الدلالة الصريحة.
ولأجل ذلك في القرون المتأخرة كثرت البدع، وكثر تشعب الأمة، وصار أهل الحق قلة قليلة وطائفة محصورة، وصار الأكثرون مخالفين لهذا الحق ولهذه الطائفة؛ ومع ذلك لم يزالوا متشددين ومتمسكين بما هم عليه حتى يصدق عليهم الحديث: لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى والآن نستمع إلى كلام شيخ الإسلام.

line-bottom