القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
50935 مشاهدة
أثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة في طائفة المتصوفة

...............................................................................


وكذلك أيضا كثير منهم ممن كان شغلهم بالعبادة وقع فيهم -من الجهل- تصحيح كثير من الأحاديث الضعيفة. وراجت عليهم أحاديث موضوعة، وصاروا يروونها ويستشهدون بها، فهذه مما ينكر عليهم، وهم معذرون حيث إن الحديث ليس من صناعتهم، ويستدلون بأحاديث لا أصل لها أو فيها ضعف شديد، ويجعلونها معتمدا لهم في كثير من الأفعال، ويبنون عليها بعض الأمور العقدية أو بعض الفروض العملية.
وكأن شيخ الإسلام يحذرهم ويقول: تمسكوا بالسنة وارجعوا إليها؛ فإنها متوفرة، ومراجعها محفوظة ومدونة، واحذروا من البدع، واحذروا من الأحاديث الضعيفة. واحذروا من تقليد المشائخ في الأشياء التي تخالف الشريعة، أو تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فإنكم متى تمسكتم بالسنة وقنعتم بها حفظكم الله وسددكم. هكذا أخبر الله تعالى عمن حفظه وعمن وفقه.
فعلى كل حال إن شيخ الإسلام ذكرهم بهؤلاء المشايخ، كعدي بن مسافر الأموي وشيخه الهكاري القرشي وغيرهم ممن كان على الطريقة السليمة السلفية. ولو ذكر عنهم بعض الشطحات؛ فإن تلك النقول والشطحات أيضا لا يكلفون فيها؛ وما ذاك إلا لأنهم ليسوا بمعصومين؛ العصمة للرسل.
كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا وجدنا لأحدهم زلة أو شطحة فلا نتبعه فيها؛ بل نخالفه ونلتمس له العذر. ولا شك أن الطريق واحد؛ ليس هناك طرق متشعبة كثيرة، وأهل النجاة الذين توسطوا بالطريق السوي وبالسنة؛ هم الفرقة الناجية على الصراط المستقيم؛ الذين ساروا عليه، ولم يسيروا على بنيات الطريق.
اشتهر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا، وخط خطوطا عن يمينه وشماله وقال: هذا الخط المستقيم صراط الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان، وقرأ قول الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ .
وقد استدل المؤلف أيضا بسورة العصر وبغيرها من الأدلة للدلالة على أن الله تعالى جعل الحق واحدا، وأن الضلال أكثر. الضالون والمنحرفون عادة أكثر. يقول تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ؛ أي: جميع جنس الإنسان في خسر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هؤلاء هم الناجون الرابحون، والبقية خاسرون.
وكذلك الأدلة التي تدل على أن أهل النجاة هم أهل الإيمان؛ الأدلة كثيرة: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ و الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يخص الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ نتَوَاصَى بما أمرنا الله به بِالْحَقِّ ونَتَوَاصَى بِالصَّبْرِ، ونحقق الإيمان، ونحقق العمل الصالح؛ لنكون بذلك من أهل النجاة ومن أهل الفلاح، ونسلم بذلك من الخسران المبين.
نكتفي بهذا ونعتذر عن الدروس الباقية في بقية الشهر .. ونستأنف إن شاء الله بعد رمضان ....
المكاشفة في التصرفات. يسأل عن قوله: المكاشفات؛ يعني أنه يوجد في بعض المتصوفة شيء يسمونه المكاشفات، أنه يكشف له عن بعض الحقائق. وذلك دليل على تصوفه، وكذلك التصرفات. إذا كانت تصرفاتهم موافقة للحق فإنه لا .. فيها -إن شاء الله-.