شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
الكنز الثمين
154202 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى قوله استدلاله بالآيات الكونية والنفسية استدلال بأفعاله ومخلوقاته

وسئل الشيخ:
يقول شارح كتاب العقيدة الطحاوية : استدلاله بالآيات الكونية والنفسية استدلال بأفعاله ومخلوقاته، ومن أسمائه تعالى المؤمن، وهو على أحد التفسيرين: المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم.. نرجو توضيح هذه العبارة؟ وكذلك يقول في موضع آخر : واستدلاله بالآيات الأفقية والنفسية استدلال بأفعاله ومخلوقاته.. نرجو توضيح ذلك؟ فأجاب:
معلوم أن الاستدلال بالآيات مما يثبّت الدليل، والله تعالى قد نصب الآيات ليستدل بها العباد على معرفة ربهم، والآيات هنا يراد بها الآيات الكونية والآيات النفسية.
أما الآيات الكونية فهي: الآيات التي في الكون، يقول الله تعالى: انظروا في هذه الآيات لتعتبروا، انظروا في خلق السماء وارتفاعها، وانظروا في تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض، وانظروا في هذه الأرض وما فيها من النبات وما فيها من الحيوانات، وانظروا في هذه البحار وما احتوت عليه، وما أشبه ذلك. فالنظر يعني الاعتبار، وهو يكون دليلا إلى اليقين، أي يقوي الإيمان.
كذلك الآيات النفسية: يقول تعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ . يعني: في أنفسكم آيات. فلو فكر الإنسان في نفسه لزالت عنه الشكوك والتوهمات. ففي نفس الإنسان أعظم عبرة، وأعظم آية، كيف كان في أول أمره نطفة، ثم تقلبت به الأحوال إلى أن أصبح رجلا سويا؟! ثم ينظر إلى أن حواسه كاملة، وحاجاته كاملة، فإن ذلك بلا شك مما يلفت نظره، ويوضح له أمره أنه مخلوق وأن له خالقاً، قال تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ .
وأما الاستدلال بأنه -سبحانه وتعالى- من أسمائه المؤمن الذي يصدق عباده، فهذا التصديق في يوم القيامة، أما في الدنيا فيصدق عباده المرسلين بما يقيم على أيديهم من الآيات والمعجزات، ويصدق عباده المؤمنين في الآخرة بأن يثيبهم، ويظهر بذلك صدقهم ونصحهم لأممهم.

line-bottom