شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح لمعة الاعتقاد
197190 مشاهدة
الأشاعرة ومعتقدهم في الصفات

وبقي المذهب أو المعتقد الذي ينتحله الكثير وهو معتقد تلقوه عن عالم يقال له أبو الحسن الأشعري وكان أبو الحسن في أول أمره معتزليا على عقيدة المعتزلة الذين ينكرون الصفات، وينكرون دلالة الأسماء على صفات لله تعالى فيعتقدون نفي الصفات بقولهم: إن الله عليم بلا علم، سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وقدير بلا قدرة إلى آخر معتقدهم، ثم إنه ترك عقيدتهم هذه وأقر باعترافه بسبع صفات لله تعالى وأنكر ما سواها، وألف في ذلك مؤلفات وسلك طريقة عالم قبله يقال له ابن كلاب وبقي على ذلك وتتلمذ عليه خلق كثير، ثم بعد ذلك هداه الله تعالى ونظر إلى ما هو الحق وسلك طريقة الإمام أحمد بن حنبل وتبين له أنه على حق وأن الصواب معه، وألف أيضا في ذلك رسالة أو رسالتين ولكن انتشرت عقيدته التي كان يعتقدها قبل أن يرجع ألا وهي عقيدة الكلابيين وسميت عقيدة الأشاعرة، ومع أن فيها شيئا كثيرا من المخالفات فإنها التي تمكنت في القرن الرابع والخامس والسادس والسابع وإلى اليوم، والأكثرون في الدول الإسلامية إنما يدينون بهذه العقيدة.