قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
54511 مشاهدة
القذف بغير الزنا

...............................................................................


اختلف هل يلحق بالزنا غيره؟. لا خلاف أنه يلحق به القذف باللواط؛ لأنه من جملة الفواحش؛ ولكن لو قذفه بالكفر ونحوه؛ لو قال: يا يهودي، أنت يهودي ، أنت نصراني، هذا مشرك، هذا كافر، هذا منافق، هذا ملحد؛ ألحد في آيات الله، ألحد في أسمائه، هذا زنديق، هذا تزندق، تزندق فلان أو ما أشبه ذلك، فالصحيح أن فيه التعزير إذا طالب بذلك صاحبه المقذوف؛ فإنه يعزر ذلك القاذف بما يردعه ويردع أمثاله .
وسبب ذلك: أنه لا مصلحة له بذلك، وإنما هذا يكون عند الخصومات وعند المنازعات، وهكذا لو قذفه بمعصية دون الكفر؛ لو قال: هذا يأخذ الربا، وهذا يأخذ الرشوة ، وهذا يشرب الخمر، وهذا سكير؛ دائما يسكر، ويتعاطى المسكرات، أو يتعاطى المخدرات؛ قد يكون صادقا، وقد يكون كاذبا. فإذا طالب ذلك المقذوف؛ فإنه يعزر ذلك القاذف؛ سيما إذا عرف ذلك المقذوف بالبراءة، وبالسمعة الحسنة، وبعدم تهمته بمثل هذه المعاصي؛ المسكرات وما أشبهها.
أما إذا كان ذلك فعله ظاهرا؛ إذا قال: إنه لا يصلي مع الجماعة ورئيت علامات ذلك. أو قال: إنه يسمع الغناء، أو إنه ينظر في الأفلام الخليعة، والصور الفاتنة وما أشبهها، أو أدخل في بيته أجهزة استقبال القنوات الفضائية وما أشبهها، أو إنه يصاحب الأشرار والفساق؛ ويجالس الفسقة والخمارين وما أشبه ذلك، أو أنه يتساهل مع نسائه؛ فيبيح لهن أن يخرجن سافرات مثلا، أو يقرهن على السفور، وعلى مزاحمة الرجال، أو على المعاكسات؛ أو ما أشبه ذلك؛ المعاصي كثيرة فإذا قذفه بمثل هذه المعاصي؛ فعليه التعزير؛ إذا ظهر كذبه، وطالب ذلك المقذوف، طالب بإقامة الحد أو أخذ الحق منه.
كل ذلك حماية للأعراض، ولئلا يتمادى هؤلاء المتهوكون في التنقص للأخيار والاستهزاء بهم. وهكذا أيضا إذا عرف أنه كاذب؛ كالذين يعيبون أهل الخير بما هم أولى به؛ عادة أن الفسقة ونحوهم:
يعيبون أهل الدين من جهلهم بهـم
كما عابت الكفار من جاء من مضر
يقولـون رجعيون لمـا تمسـكوا
بنـص مـن الوحيين كان له الأثر
فالذين يتمسخرون بأهل الخير، يقولون: هذا متأخر، هذا رجعي؛ يعني: أنه ليس عنده فكر وليس عنده معرفة، يسمون الذين لا يماشونهم رجعيين، كذلك الذين يتتبعون العثرات، ويجعلون من الحبة قبة؛ وإذا سمعوا شكاية عن رجل صالح ألحقوا بها أمثالها؛ أنه يفعل كذا وأنه وأنه؛ يريدون بذلك عيبه.
كذلك أيضا الذين يعيبون أهل الحسبة؛ رجال الهيئات يعيبونهم ويتهمونهم، وقصدهم بذلك الحط من شأنهم؛ لأن رجال الحسبة غالبا يكون معهم شدة على أهل المعاصي، على أهل الدخان وعلى أهل المسكرات، وعلى أهل المعاكسات وما أشبه ذلك؛ يكون معهم شدة عليهم فهم يمقتونهم ويبغضونهم، ويحقدون عليهم، ويجعلون الحديث عنهم فاكهتهم في المجالس. فقد يصلون إلى ظلمهم وإلى تهمتهم؛ قد يتهمونهم في دينهم وهم كاذبون. قد يقولون: إن هذا منافق، أو أنه يأمر بالمعروف وينسى نفسه أو مداهن أو ما أشبه ذلك. فنقول: إذا ثبت عن أحد من هؤلاء مثل هذا ؛ فإنه يستحق العقوبة، فقد يكون ذنبه الذي يلحق هؤلاء الأخيار أكبر من ذنب القاذف، القاذف قد يكون صادقا أنه رأى بعينه بنظره، وأما هؤلاء فالغالب أنهم كاذبون فيستحقون التعزير.