إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
تفاسير سور من القرآن
67413 مشاهدة
تفسير قوله: وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ

...............................................................................


اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ .
الأولياء في لغة العرب جمع ولي، وقد تقرر في فن التصريف أن الفعيل إذا كان وصفا اطرد جمعه جمع تكسير على فُعَلَاء، إلا إذا كان معتل اللام أو مضعفا فإنه يطرد جمعه جمع تكسير على أَفْعِلَاء كتقي وأتقياء وشقي وأشقياء وسخي وأسخياء وولي وأولياء كما هنا.
والولي في لغة العرب هو كل من انعقد بينك وبينه سبب يجعلك تواليه ويواليك؛ ولذا كان الله ولي المؤمنين، والمؤمنون أولياء الله اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ؛ لأنهم يوالونه بالطاعة وهو يواليهم بالنصرة والثواب الجزيل وإصلاح الدنيا والآخرة.
وهؤلاء الذين يتخذون أولياء كالذين يتخذون الشياطين أولياء فيتبعون قانون الشيطان وتشريع الشيطان، وكالذين يتخذون بعض رؤساء الكفرة الضلال أولياء فيتبعون تشاريعهم ويحلون حلالهم ويحرمون حرامهم هؤلاء كفرة فجرة.
وقد ثبت في الحديث: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ؛ كيف اتخذوهم أربابا؟ وكان عدي في الجاهلية نصرانيا. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يحلوا لهم ما حرم الله، ويحرموا عليهم ما أحل الله؟ قال: بلى، قال: بذلك اتخذوهم أربابا .
فمن اتبع تشريع ولي تولاه من شيطان أو طاغية أو كافر أو صاحب قانون أو بدعة، واتبع ما أحل من الحرام وما حرم من الحلال؛ فقد اتخذ ذلك ربا وخرج عن قانون نظام السماء الذي وضعه خالق السماوات والأرض جل وعلا على لسان سيد الخلق، وهذا معنى قوله: وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ ؛ أي غيره أَوْلِيَاءَ .