تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
تفاسير سور من القرآن
67504 مشاهدة
التعريف بنبي الله نوح

...............................................................................


نُوحًا هو نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. والمؤرخون يقولون: إنه ابن لامك متوشالخ بن أخنوخ. يزعمون أن أخنوخ هو إدريس وأن نوحا من ذرية إدريس هكذا ذكره غير واحد من المفسرين، وأن إدريس قبل نوح .
وجاء في بعض روايات حديث الإسراء ما يدل على أن نوحا ليس من ذرية إدريس ؛ لأنه إذا سلم على أجداده كإبراهيم ونوح ومن جرى مجراهم يقولون: مرحبا بالنبي الصالح والابن الكريم. وإدريس لم يقل مرحبا بالنبي الصالح والابن، وإنما قال: والأخ، كما جاء في بعض روايات حديث المعراج كما هو معروف. وأكثر المؤرخين على هذا.
ونوح هو أول نبي بعثه الله في الأرض بعد أن صار الكفر في الأرض، وعبدت فيها الأصنام، وعبد فيها غير الله. فأول رسول أرسل بمنع عبادة الأصنام وتوحيد الله في عبادته هو نبي الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
وقد ثبت في أحاديث الشفاعة التي تكاد أن تكون متواترة أن آدم يقول لهم: اذهبوا إلى نوح ؛ فإنه أول نبي بعثه الله في الأرض.