الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
51771 مشاهدة
سؤال هرقل عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ثم السؤال العاشر والأخير، سأله: ماذا يأمركم؟ بماذا يأمركم هذا النبي؟ وبماذا يدعو؟ فاعترف بهذه الأوامر، أنه أولًا يقول: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، صدقه هرقل وقال: هذه دعوة الرسل التي يَدْعُون إليها، يبدءون دعوتهم بالأمر بعبادة الله ، بقولهم: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ويأمرنا بالصلاة، والصدقة، والصلة... هذه أيضًا أوامر يدعو إليها كل عقل، فالصلاة -وإن كانوا لا يعرفونها- لكنها عبادة، وكذلك أيضًا الصدقة، التي هي: الزكاة، والترغيب في الصدقة التي هي من أفضل الْقُرُبات، والتي فيها المواساة، يأمرهم بها، كذلك الصلة التي هي صلة الأقارب، وصلة الأرحام، اعترف بأن هذه مما يدعو إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سأله هذه الأسئلة كأن هرقل عند ذلك صَدَّقَهُ، وقال: هذه صفات نَبِيٍّ، وإن كان ما ذكرته حقًّا فسيملك موضعَ قَدَمَيَّ، يعني: في إيليا في بيت المقدس وما حوله سيملك هذا المكان إذا كنت صادقًا.