إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
51747 مشاهدة
موقف هرقل من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم لما كتب هذا الكتاب إلى ملك الروم، فملك الروم احترم الكتاب.. ما مزقه كما فعل ملك الفرس، بل احترمه، ثم أراد أن يسأل: هل هناك أحد يعرف هذا الرجل الذي أرسل إلينا هذا الكتاب؟ والذي يدعي أنه نبي، فصادف في تلك الأيام أبا سفيان ومعه قوم من قريش جاءوا إلى الشام إلى إيليا إيليا هي فلسطين وبيت المقدس وما حوله كان اسمه قيصر الذي هو ملك الروم، فكان في إيليا ويسميها اليهود أورشاليم فلما ذُكِرَ له أبو سفيان ومن معه، وأنهم من قريش، ومن أهل مكة استحضرهم، واستدعاهم ليسألهم عن أمر هذا النبي، أو هذا الذي يدعي أنه نبي.
في هذه القصة أنه لما استحضرهم سألهم بواسطة الترجمان، كانت لغتهم عِبْرِيَّةً، ولكن عنده ترجمان يعرف العربية، فسأله.. سأل القوم: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي، كان أقربهم أبا سفيان يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف لأن أبا سفيان اسمه صخر بن حرب بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
فلما قال أبو سفيان أنا؛ كان أقربهم، أجلسه قريبًا منه، وأجلس رفقته خلفه، وقال لهم بواسطة الترجمان: إني سائل هذا الرجل، إني سائل أبا سفيان عن محمد الذي يدعي أنه نبي، فإن كذبني فَكَذِّبُوه.
عرف أن أبا سفيان كان مخالفًا لدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يمكن أن يكذب، ويجيب بجواب غير صحيح، أبو سفيان التزم الصدق، والحق ما شهدت به الأعداء، وما حمله على الصدق إلا مخافة أن يكذبوه، أن يكذبه الذين هم رفقته، وأن يقولوا كذب، والكذب عندهم عيب، ونقص، فالْتَزَمَ الصدق في هذه الأسئلة.