اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
52792 مشاهدة
طاعة الرسول من طاعة الله

وقد سمعنا الآيات التي فيها الأمر باتباعه وبطاعته؛ مثل قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ جعل طاعته علامة على طاعة الله؛ لأنه لا يأمر إلا بما أَمَرَهُ الله به. ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى. قالوا: ومَنْ يَأْبَى؟ قال: مَنْ أطاعني دخل الجنة، ومَنْ عصاني فقد أبى وفي حديث آخر: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله .
وكثيرا ما يَقْرِنُ الله طاعته بطاعته؛ طاعة الله بطاعة رسوله، ومعصيته بمعصيته؛ مثل قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ومثل قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ومثل قوله تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ .
وآيات كثيرة يقرن الله طاعته بطاعته.
أليست طاعته هي الامتثال؟! الذي يطيعه هو الذي يسير على نهجه ويتبعه؛ ولأجل ذلك أمر الله أيضا باتباعه في الآية التي سمعنا في سورة آل عمران: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ تسمى هذه آية المحنة. قالوا: إن اليهود لما قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، يعني: أننا نحب الله، ويحبنا الله، امتحنهم الله؛ امتحن صدقهم: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله، فإن لمحبة الله علامة: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فأمر باتباعه، وأمر بطاعته، وهما بمعنى واحد؛ من أطاعه كمن اتبعه. ويكون ذلك بِتَقَبُّلِ كل ما جاء به، وبالامتثال لأمره، والابتعاد عن نهيه؛ على حَدِّ قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وهو عامٌّ في: (آتاكم) يعني: أعطاكم وعَلَّمَكُمْ، (ونهاكم) يعني: حَذَّرَكُمْ، فهذا دليل على أنه لا يأمر إلا بما أمر الله به.
وكان القرآن يأمرنا بأن نتبعه، ويُحَذِّرُنا من معصيته، مثل قوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ يعني: عن أمر الله، وعن أمر رسوله أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بعدما أمر الله باتباعه...