اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83440 مشاهدة
معروف الكرخي

...............................................................................


مثل معروف الكرخي قبره موجود في مصر ويتوافد إليه خلق كثير يتعبدون عند قبره؛ حتى يقول بعضهم: قبر معروف الترياق المجرب، أي: الدواء النافع. شبهوه بالترياق: وهو الدواء الذي يعالج به مَنْ أكل السم؛ حتى يطيب، الترياق المجرب. انخدع كثير من الناس به عند قبره وفي مكان بعيد؛ حتى في البحار يدعونه: يا معروف أنجنا.. يا معروف خذ بأيدينا.. يا معروف اشفع لنا، ارزقنا. فالذين عند قبره يتعبدون ويدعونه، والبعيدون يهتفون باسمه، ويكثرون من دعائه ومن التضرع إليه، ينخدعون بكثير من الحكايات التي تحكى عن الذين يأتون إليه.
كثير من هؤلاء الذين يأتون إلى قبره، ثم يقع لهم حالة يروونها وقد يزيدون فيها، فيقول أحدهم: دعوت معروفا فنجاني، أو استشفعت به فشفع لي، ونفعني، ووفى ديني، ونصرني، ورزقني مالا وأولادا، وآتاني من كذا، وأعطاني، وأوفى عني، فتكون فتنة لكل من يستمع عنه.
هو متوفى في القرن الثالث، وله ترجمة مشهورة في كتب التراجم، في الطبقات، وفي البداية والنهاية، وفي سير أعلام النبلاء، وفي التاريخ الكبير -تاريخ الذهبي - وغيرها، والحكايات التي تنقل عن الذين يأتون إليه كلها أو جلها لا أصل لها. معروف كان من الزهاد الذين زهدوا في الدنيا، وتعبدوا وتقشفوا، وانقطعوا عن الشهوات، فكان من الصوفية المعتدلة الذين يتعبدون بالعبادات الشرعية، وينقطعون عن الشهوات، وعن الملذات الدنيوية من باب التقشف، فأما أنه يستغاث به أو يدعى مع الله فإن ذلك هو الشرك.