تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83509 مشاهدة
الرجاء

...............................................................................


وكذلك لا يرجى غيره، الرجاء: تعلق القلب بالمرجو؛ وذلك بأن يطمع في فضله، ويرجو ثوابه، فيعرف بأنه أهل أن يرجى؛ لأنه أهل التقوى وأهل المغفرة.
الرجاء: هو الطمع في فضل الله -تعالى-. وقد تكلم العلماء في فضل الرجاء، فطالوا فيه؛ ولكن كأنهم يقولون: إن الإنسان يغلّب جانب الخوف في الصحة، وجانب الرجاء في المرض؛ حتى إذا مات مات وهو على رجاء -يرجو أجر الله-.
والخوف والرجاء -دائما- يجمعهما الله تعالى، قد أطال العلماء في أسباب الجمع، من ذلك قول الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ جمع بين يرجون ويخافون.
ما الذي يحملهم على أن يرجوا؟ إذا تذكروا عظيم ثوابه، وإذا تذكروا سعة رحمته؛ فإنهم يرجون رحمته.
ما الذي حملهم على الخوف؟ إذا تذكروا بطشه وشدة عقابه؛ فإنهم يخافون عقابه.
ولكن.. يجمعون بينهما؛ حتى مثلَّ كثير من العلماء الخوف والرجاء بالجناحين للطائر، أي: أنه يسوى بينهما، فلا يميل أحدهما على الآخر، يجعل رجاءه وخوفه متساويين.
يحمله الرجاء على أن يطمع في فضل الله، ويحمله الخوف على أن يخشى عقاب الله ويترك معصيته.
يحمله الرجاء على الطلب للجنة، ويحمله الخوف على الهرب من النار.
ومثلَّ بعضهم -الثلاثة الذين ذكرنا: الخوف، والرجاء، والمحبة- بالطائر، فيقولون:
المحبة رأس الطائر، والخوف والرجاء جناحاه.
فمعلوم أنه إذا قطع رأسه مات، وإذا قطع أحد جناحيه اختل طيرانه، وإذا قطع الجناحان تحسر وترك الطيران، فلا بد من الجمع.. خائفا، راجيا، محبا. لا يرجو إلا الله.
ثم إن للرجاء حدودا؛ وذلك لأن كثيرا يتعلقون بالرجاء ويسرفون؛ فيعملون السيئات، ويكثرون منها، ويقولون: نرجو إذا نصحت أحدهم -نصحته- لماذا تسرف على نفسك؟ لماذا تكثر من السيئات؟ لماذا تتساهل بأمر الصلاة؟ وتتعاطى هذه المحرمات؟ معاملات محرمات، أو أشربة محرمة، أو أفعالا محرمة كحلق اللحى والتكبر وإطالة اللباس وما أشبه ذلك. إذا نصحته يقول: أرجو رحمة الله، ما هنا إلا رحمة الله، رحمة الله واسعة، لا تتحجروا، لا تحجروا رحمة الله. هكذا يقولون.
ونحن نقول: إن رحمة الله لها أسباب إن لها وسائل، فعليكم أن تأتوا بأسبابها، تذكروا قول الله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا -فسأكتبها لمن؟ - لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ إلى آخر الآية.. فجعل لها أهلا -أي- ليست لكل من رجا.
والحاصل.. أن الإنسان لا يرجو إلا الله، هذا عن جملة توحيد الألوهية، ألا يرجو إلا الله وحده لا شريك له، وكذلك أيضا بقية أنواع العبادة.