لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83499 مشاهدة
أركان كلمة التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات: نفي الإلهية عما سوى الله -سبحانه وتعالى- من المرسلين؛ حتى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن الملائكة؛ حتى جبريل؛ فضلا عن غيرهما من الأنبياء والصالحين، وإثباتها لله -عز وجل-. إذا فهمت ذلك.. فَتَأَمَّلِ الألوهية التي أثبتها الله -تعالى- لنفسه، ونفاها عن محمد -صلى الله عليه وسلم- و جبريل وغيرهما أن يكون لهم منها مثقال حبة من خردل.


السلام عليكم ورحمة الله،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين.
عرفنا أن أركان لا إله إلا الله اثنان: النفي، والإثبات.
فأولها نَفْيٌ: لا إله. وآخرها إثباتٌ: إلا الله. ولا يَصِحُّ الاقتصار على واحد منهما.
فالاقتصار على النفي كُفْرٌ، الذي يقول: لا إله.. لا إله.. هذا كفر؛ لأنه ينفي الإلهية.
الاقتصار على الإثبات قاصر على ذكر: إلا الله.. إلا الله.. لا يفيده ذلك.
فلا بد من النفي، ومن الإثبات.
فالنفي: نَفْيٌ لجميع المعبودات، نافيا جميع ما يُعْبَدُ من دون الله من الأوثان، والأصنام، وما أشبهها.
والإثبات: مُثْبِتٌ العبادةَ لله وحده، والألوهية له وحده، فإذا جمع بينهما تم الكلام.. لا إله إلا الله.
ففي هذه الكلمة.. نفي، وإثبات. أولها: نفي، وآخرها: إثبات.
نفي الألوهية عما سوى الله -سبحانه وتعالى- عن كل جميع المخلوقات؛ وذلك لأن كل ما في الوجود فإنه مخلوق لله وحده؛ لأنه يعتبر مخلوقا، ويسمى مُمْكِنَ الوجود، المخلوقات مُمْكِنَةُ الوجود. وأما الرب –تعالى- فإنه واجب الوجود.
فإذا قال العبد: لا إله إلا الله. فإنه يعرف أن كلمة لا حرف نفي، وأن المنفي: هو كلمة إله. المعنى: ليس هناك إله إلا الله، لا إله حقا إلا الله. معلوم أن هناك آلهة؛ ولكنها باطلة؛ فلذلك تقدر بـ حَقًّا، لا إله حَقًّا، لا إله يستحق الألوهية إلا الله، لا أحد يستحق أن يُؤْلَهَ إلا الله وحده، ما سواه فإنه وإن سُمِّيَ إلها فإن إلاهيته باطلة، ليس له حق في الألوهية، ولا في العبادة؛ بل الألوهية لله وحده.