القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
61103 مشاهدة print word pdf
line-top
إقامة الحجة على النصارى

[س 26]: لقد بشر عيسى -عليه السلام- برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- ونبوته، فهل هذا كاف لإقامة الحجة على النصارى؟
الجواب: قال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ عيسى -عليه السلام- هو آخر أنبياء بني إسرائيل، وقد قام خطيبا في الملأ من بني إسرائيل مبشرا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين الذي لا رسالة بعده ولا نبوة، فأحمد من أسماء نبينا -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيحين عن جبير بن مطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب . وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمي لنا نفسه أسماء فقال: أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة ونبي الرحمة وقد قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وروى ابن إسحاق عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى وقد روى الإمام أحمد نحوه عن أبي أمامة وغيره أي أنا الذي بشر بي عيسى في هذه الآية. فإذا كان عيسى قد بشر به، وقد وجدوه مكتوبا عندهم في كتبهم فقد قامت الحجة عليهم، ولا عذر لهم في تركهم اتباعه. والله أعلم .

line-bottom