إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
36718 مشاهدة
مقدمة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، وختم به الأديان، وأرسل به محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلى جميع نوع الإنسان، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فصلى الله وملائكته وجميع خلقه عليه كما دعا إلى الإسلام وعرف به وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فقد رفع إلينا الأخ في الله الشيخ علي بن عبد الله العماري أسئلة تتعلق بالمسيح عيسى ابن مريم فيما نعتقده فيه، وما ورد في خروجه آخر الزمان، وما أثير حول نزوله، وما قال فيه أهل الكتابين، والجواب عن شبهاتهم، وقد كتبت عنها ما تيسر من الأجوبة حسب ما ظهر لي، ومن غير بحث في الكتب القديمة والحديثة ولا قراءة في كتب القوم، وإنما اعتمدت على ما أحفظه ويكون هو الظاهر المتبادر إلى الفهم، والذي يفهم من الكتاب العزيز ومن السنة الصحيحة، وقد يسر الله إتمامها حسب الجهد الذي هو جهد المقل وقدرة المفلس، ولكن لم يكن بد من الجواب؛ للحاجة الماسة ولكثرة الشبهات التي قد تروج على الجهلة والأغبياء؛ ليكون المسلم على بصيرة من دينه، وليعرف المنصفون من أهل الكتاب بطلان ما هم عليه وضياعهم في عقائدهم، وأعمالهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
4 \ 2 \ 1418 هـ