اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
36715 مشاهدة
وصف الإسلام لنبي الله عيسى عليه السلام

[س 21]: كيف وصف الإسلام نبي الله عيسى -عليه السلام- ومعجزاته؟
الجواب: لقد ذكر الله تعالى كيف حملت به أمه من غير زوج بقوله: فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا بعد ما قال لها الملك: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا وهذه صفة مدح وثناء؛ حيث زكاه قبل أن تعلق به أمه، ثم لما ولدته أمه ناداها وهو في المهد، أو قبل أن يمهد بقوله: أَلَّا تَحْزَنِي إلى قوله: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ثم حكى عنه لما أتت به قومها تحمله أنه تكلم بقوله: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ إلخ، فوصف نفسه بالعبودية، وأن الله آتاه الكتاب وهو الإنجيل، وجعله من الأنبياء، وأنه جعله مباركا أينما كان، وأوصاه بالصلاة والزكاة وبر والدته، وجنبه صفة الجبروت والشقاء، وسلم عليه وقت الولادة والموت وبعد البعث.
وقد ذكر الله تعالى أنه أعطاه الآيات البينات والمعجزات الباهرات التي تؤيد صدقه، وأنه مرسل من ربه، فذكر أنه يخلق من الطين طيرا بإذن الله، يطير حتى إذا غاب عن الأعين سقط ميتا، ليعلم الفرق بين خلق الله وخلق عبده، ثم ذكر أنه يبرئ الأكمه الذي ولد أعمى، ويبرئ الأبرص الذي في جلده بياض يصعب علاجه، وأنه يحيي الموتى بإذن الله، وأنه يخبرهم ببعض ما يخفونه في بيوتهم مما يأكلونه أو يدخرونه، وأنه يصدق التوراة التي أنزلت على موسى، وقد أحل لهم بعض ما حرم عليهم، وأنه أيده -تعالى- بروح القدس وحماه عن كيد اليهود، ورفعه إليه، وذكر في الحديث أنه في السماء، وسوف ينزل في آخر الدنيا، ويحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه يضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام ونحو ذلك مما أخبر الله عنه، كما وصفه بأنه روح من الأرواح التي خلقها، وأنه كلمته التي ألقاها إلى مريم، وأن مثله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: كن، فكان، والله أعلم.