من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
94582 مشاهدة print word pdf
line-top
نداء الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام

...............................................................................


ولا شك أن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ثم إنه أيضا متناقضون فيه، ولا يقدرون على أن يتتبعوا ذلك في الأدلة كلها، فإن الله تعالى ذكر أنه نادى موسى في قوله تعالى: وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وفي قوله: هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى فدل على أنه ناداه وأسمعه النداء.
وكذلك قوله تعالى: وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا النجي هو الذي يكون الكلام بينه وبين من يناجيه خفيا، ومنه قوله تعالى: إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى المناجاة هي الكلام الذي بين اثنين، فالله تعالى ناجى موسى وناداه، أليس ذلك دليلا على أنه سمع كلام الله؟ فهل يكون هذا الكلام مخلوقا؟ وهل يكون ذلك هو التجريح؟ جرَّحه! .
الأدلة على ذلك طويلة يعني في تأويل قوله: ولا أتأول، ثم ذكر أنه يقرأ الكتاب والسنة:
وأقـول قـال اللـه جـل جـلاله
.....................................
يعني: أتلو كلام الله تعالى، والمصطفى الهادي يعني: وأقول قال المصطفى الذي هو محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا أتأول أي: لا أتأول كلام الله، ولا أحرفه، ولا أصرفه عن ظاهره الذي هو مدلوله، فإن في ذلك تجرؤا على الله تعالى، وفي ذلك تحريف للكلم كما يفعله المتأولون.

line-bottom