قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
52935 مشاهدة
من سأل العلم للهداية حصَّله

...............................................................................


يقول في هذه العقيدة:
يا سائلي عن مذهـبي وعقيدتي
رزق الهدى من للهداية يسأل
يعني: إذا كنت تسأل للهداية، فأبشر فإن دعوة شيخ الإسلام لك بالهداية يرجى أن تكون مستجابة؛ وذلك لأنه من عباد الله الصالحين، ولا نزكي على الله أحدا، وقد ذكروا في ترجمته أمورا تدل على إجابة دعوته؛ فلذلك يرجى أن من كان قصده الهداية أن يُوفق إذا طلب الهُدى .
وقوله: عن مذهبي يراد به -هاهنا- المذهب في الأصول؛ ليس المذهب في الفروع هو -رحمه الله- مذهبه في الفروع مذهب الإمام أحمد ولكن مع ذلك كان يختار ما يناسب المقام، وما يدل عليه الدليل، ما تقيد بمذهب معين؛ بل خالف المذاهب الأربعة في نحو ست عشرة مسألة جمعها بعض تلاميذه؛ وذلك لأنه بلغ رتبة الاجتهاد وصارت له مكانة .