القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
حوار رمضاني
17821 مشاهدة
المقصد من الصلاة والصوم

وسئل -حفظه الله- أنه:
يقع نفر من الناس في حيلة إبليسية وهي: أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ولم تحصل له التقوى من الصوم، فلا داعي لصلاته وصومه، فما نصيحتكم لهؤلاء؟
فأجاب: ورد في بعض التفاسير عن بعض السلف في قوله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ إنه من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بُعدًا.. ورأى بعض الناس أنه لا ينتهي عن فعل الفواحش وارتكاب المحرمات، كالزنا وشرب الخمر، وسماع الأغاني وأكل الحرام، والوقوع في الغيبة والنميمة، والخوض في الأعراض وما أشبه ذلك، وأيضا وروده للملاهي ولعب الورق طوال الليل، ويقول هؤلاء نحن لا نستطيع أن نترك هذه الأشياء التي ألفناها منذ الشباب والصغر، وما دمنا لا نستطيع تركها فلا فائدة في صيامنا وصلاتنا، ومن ثم يقادون إلى المنكر، ويتركون الواجبات والعبادات، فيجمعون بين الفساد والشر وترك الخير؛ فهذا بلا شك ذنب كبير وجرم عظيم؛ لأنهم تركوا كل ما هو خير.
وننصح هؤلاء ونقول لهم: عليكم بملازمة أهل العبادات، والمحافظة على الصلوات كما هي، وتأملوا لماذا شرعت الصلوات، واخشعوا فيها، واخضعوا واستحضروا عظمة المولى -عز وجل- وأنتم تؤدونها، وأيضا على هؤلاء أن يحافظوا على الصيام، ويستحضروا النية فيه ولما شرع له؛ لأن المولى -عز وجل- ذكر من فوائده حصول التقوى في قوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
وعلى هؤلاء أن يحاولوا أن يكون الصيام سببًا في تقواهم، ثم بعد ذلك يقوموا بتمرين أنفسهم على ترك هذه المنكرات، ونحن ندعو الله أن يتوبوا ويرجعوا ويتركوا هذه المنكرات، فالمولى -عز وجل- يفرح بتوبة عبده.
أما إذا قام الفرد الذي يفعل الجرائم ويرتكب الآثام ونحوها، ورتب على ذلك ترك الواجبات، فإنه يكون قد خرج عن الدين الحنيف.. ونسأل الله للجميع الهداية والتوبة.