جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
حوار رمضاني
27881 مشاهدة print word pdf
line-top
حال النفس المؤمنة في استقبال شهر رمضان وفي وداعه

وسئل -حفظه الله-
على أي حال تكون النفس المؤمنة في استقبال شهر رمضان وفي وداعه ؟ وماذا تقولون للذين يتبرمون من الجوع والعطش في نهار رمضان؟
فأجاب بقوله : نقول: إن النفس المؤمنة تستقبل شهر رمضان المبارك بفرح وسرور؛ وذلك لما في هذا الشهر من صيام وقيام ودعوات واستغفار، والمطلوب من المسلم أن يضاعف العمل، ويرجو الثواب المترتب على هذه الأعمال التعبدية، فقد ورد في الحديث: إنه شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار .
فالمسلم عليه أن يتقبل هذا الشهر الكريم وهو فرح ومسرور بهذه النعمة، وعليه أن يكثر من الأعمال الصالحة.
وعلى المسلم أن يحزن كلما اقتربت أيام هذا الشهر الكريم من النهاية؛ لأنها أيام يضاعف فيها الأجر والثواب، وفيها العتق من النار -الأيام الأخيرة من الشهر الكريم- ولقد كان الكثير من المؤمنين يحزنون من فراق الشهر الكريم، ويودعونه وهم آسفون على فراقه، فهكذا يكون حال المؤمن المحب للأعمال الصالحة، والمحب لمواقيتها، أما الذين يكرهون الصيام، ويفرحون بفراق الشهر الكريم؛ فهؤلاء لا يحبون الخير، ولا يحبون أن تقبل منهم أعمالهم، ولا تضاعف لهم أجورهم.
فالواجب على الإنسان إذا أصيب بآلام الصيام كالجوع والعطش والجهد والمشقة عليه أن يحتسب ذلك إلى الله، وأن يجعل ذلك من جملة الأعمال الصالحة التي يدعو الله أن يثيبه عليها، ويرفع بها درجته.
ولا شك أن الصيام كلما كان أشد جهدا وأكثر تعبا كان أكثر أجرا، وليس هذا الأمر خاصا بالصيام، بل في كل الأعمال التي يقوم بها المسلم، فإذا كان العمل شاقا كان الأجر فيه أكبر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج: الأجر على قدر النصب، أو على قدر النفقة. .
فالمسلم الذي يقوم بأي عمل فيه مشقة، عليه أن يحتسب هذا الجهد والتعب والمشقة، وكذلك في الصيام:
على المسلم أن يحتسب صيامه وعمله عند الله تعالى، ولا يتبرم من التعب، ولا يكره الصيام، ولا يفرح بفراق شهر رمضان، بل يحتسب ذلك ويصبر؛ لينال أرفع الأجر والثواب.

line-bottom