اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
94589 مشاهدة
ما هو واجب المعلمة تجاه طالباتها

س: ما هو واجب المعلمة تجاه طالباتها في المدرسة ؟
ج: واجبها أن تخلص النية في تعليمها، فتريد أولا أداء ما وجب عليها من البيان والتعليم الذي أخذ الله به الميثاق على كل من حمل علما أن يبينه ولا يكتمه، فبيانه هو إظهاره وتعليمه لمن يجهله، ويجب ثانيا النصح من المعلم لتلاميذه وتلميذاتها، والنصح واجب ديني على كل مسلم لقوله -صلى الله عليه وسلم- الدين النصيحة وقال تعالى عن نوح عليه السلام: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وعن هود وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ والنصيحة تستدعي محبة الخير للطالبات وإيصال المعلومات إليهن، والحرص على التعليم والتفهيم وإظهار المعاني، وإيصالها إلى أفهام الطالبات. ويجب ثالثا التأكد من المعلومات التي تلقيها على الطالبات والتثبت فيهـا، والتحقق من صحتها بحيث لا تلقي درسا إلا بعد التحضير والمراجعة ومعرفة الحكم والدليل والحكمة والمصلحة، ويجب عليها رابعا المساواة بينهن وعدم التحيز والميل إلى إحداهن أو بعضهن، فهي بمنزلة المربية للجميع، فلا بد أن تسمع منهن وتجيب على ما أشكل عليهن وتتجاوب مع الصغيرة والكبيرة، وتحرص على إفهامهن وعدم التجاوز للمسألة، بل تمام الفهم من الجميع، ويجب خامسا أن تعاملهن باللطف واللين، وإظهار البشاشة وسهولة الجانب، واستعمال الأخلاق الرفيعة، والبعد عن الحدة والشدة والعتاب والغضب لعدم الفهم أو لتكرار السؤال، فتلك خصال تنفر الطالبات من المعلمة وتنمي بينهن بسمة سيئة، ويجب سادسا أن تكون المعلمة قدوة حسنة بأفعالها وأقوالها، فإن الاقتداء بالأفعال أقوى وقوعا من الاقتداء بالأقوال، فالمعلمة تدرس بالقول والفعل، وإذا كانت الأفعال تخالف الأقوال لم يقبل منها ما تقول، فهذه بعض ما نوصي به المعلم ذكرا وأنثى، والله أعلم.