قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
94635 مشاهدة
ما دور هذه التوبة في تغيير مسار المدمنين

س: دور هذه التوبة في تغيير مسار المدمنين إلى الطريق السوي؟
ج: متى صدق في توبته وترك الذنب ومقت أهله وابتعد عنهم وحذر من شرهم، فإن ذلك دليل صدقه وصحة توبته وبرهان استقامته، فإن من أبغض شخصا أو عملا ظهر منه بغضه في المعاملة والمجالسة والمقابلة، ثم كان هذا دليلا على رجوعه إلى الحق ولزومه الطريق السوي ومحبته لأهل الخير والصلاح ومقته للمفسدين وأهل الخمور والمخدرات، فتراه يسبهم ويشنع بأفعالهم ويحذر من مخالطتهم، ويشيع حيلهم ويدل على مخابئهم، وتراه مع ذلك محبا للدين والعلم والعمل الصالح محافظا على الصلوات مبتعدا عن المسكرات والمخدرات، فهو بهذا يعرف صدقه وصحة توبته.