إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
23965 مشاهدة print word pdf
line-top
أدعية ليلة القدر

قد سمعتم قول عائشة -رضي الله عنها- يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني العفو معناه التجاوز عن الخطايا؛ معناه طلب ستر الذنوب ومحوها وإزالة آثارها، وذلك دليل على أن الإنسان مهما عمل، ومهما أكثر من الحسنات فإنه محل للتقصير فيطلب العفو، ويقول: يا رب اعفُ عني، يا رب أسألك العفو.
وقد تكاثرت الأدعية في سؤال العفو؛ فمن ذلك: جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قوله: اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة وكان بعض السلف يدعو، فيقول: اللهم ارض عنا، فإن لم ترض عنا فاعف عنا، ويقول بعضهم:
يــا رب عبـدك قـد أتــاك
وقــد أســـاء وقـد هفـا
رب اعــف عنــه وعافـه
فلأنـت أولـى مــن عفــا
فهذا ونحوه دليل على أن الإنسان مهما عمل فغاية أمنيته العفو؛ التجاوز الصفح عن الذنوب والخطايا، وسترها وإزالة آثارها.
تقرءون قول الله تعالى في سورة الذاريات: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ قد تتعجب من ماذا يستغفرون؟
من أي شيء يستغفرون؟
يستغفرون من قيام الليل؛ هل قيام الليل ذنب؟!
يستغفرون من صلاة وقت التهجد؛ هل التهجد ذنب؟!
من أي شيء يستغفرون؟!
نقول: لا؛ عمروا ليلهم بالصلاة، ثم ختموه بالاستغفار كأنهم مذنبون؛ كأنهم باتوا ليلهم كله في ذنوب، فهذا حالة الخائفين؛ أنهم يستغفرون الله من تقصيرهم، ويقول بعضهم: أستغفر الله من صلاتي، وأستغفر الله من صيامي ومن إيماني، ومن صلاتي. صوم يرى كله خروق، ما صنعت غير معصياتي؛ فيستغفر أحدهم من الأعمال الصالحة؛ حيث إنها لا بد فيها من خلل، ولذلك يندب ختم الأعمال كلها بالاستغفار بالأخص في مثل هذه الليالي.
لقد سمعتم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث سلمان فأكثروا فيه من أربع خصال؛ خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما. أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فلا إله إلا الله والاستغفار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتستعيذون به من النار .
فهذا ونحوه دليل على أنك متى وفقت لعمل فغاية أمنيتك العفو، وتختم عملك بالاستغفار. إذا قمت ليلا كاملا تستغفر بالأسحار؛ كما مدح الله المؤمنين بقوله: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .
وكذلك إذا وفقت لقيام مثل هذه الليالي فاطلب العفو؛ اطلب من ربك أن يعفو عنك فإنه -تعالى- عفو يحب العفو، والْعَفُوُّ من أسماء الله -تعالى- والْعَفْوُ من خصاله، أو من صفاته الذي هو الصفح والتجاوز عن الخطايا، وعن المخطئين.

line-bottom