الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
من كتاب المواهب الجلية في المسائل الفقهية للشيخ عبد الرحمن السعدي
11886 مشاهدة
مسألة الخروج للعيد في أحسن الثياب

قولهم: يستحب للمعتكف أن يخرج إلى المصلى في ثياب اعتكافه فيه نظر؛ فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ويخرج للعيد متجملا.


هكذا ذكر الفقهاء: إنه إذا خرج للعيد يَلبس أحسن ثيابه، ويتجمل، ويلبس ثيابًا جميلة، ويتطيب، ويغتسل، ويتنظف، لكن قالوا: المعتكف يخرج في ثياب اعتكافه لما عليها من أثر العبادة، وخالفهم المؤلف فقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ومع ذلك إذا انتهى من اعتكافه؛ دخل بيته ولبس أحسن ثيابه وتجمل للعيد؛ فدل على أنه لا يلزم أن يخرج المعتكف بثياب اعتكافه، بل له أن يلبس غيرها، كما أنه في حالة الاعتكاف له أن يجدد ثيابه؛ الاعتكاف قد يكون عشرة أيام يشق عليه أن يكون في ثوب واحد طوال العشرة، فله أن يبدل ثيابه بعد كل خمسة أيام أو ما أشبهها. نعم.