إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
41276 مشاهدة
الخلفاء الراشدون أفضل الصحابة


أفضل الصحابة رضي الله عنهم الخلفاء الراشدون؛ لأنه ورد ما يدل على فضلهم، في حديث عن ابن عمر أنه قال: كنا نقول ورسول الله-صلى الله عليه وسلم- حَيٌّ: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فيبلغ ذلك النَّبِيَّ-صلى الله عليه وسلم- فلا يُنْكِرُهُ. ثم الدليل على فضلهم اختيارُهُمْ لأبي بكر خليفة، دليل على أفضليته، وذلك لقدم صحبته، فهو من أقادم الصحابة، مِنْ أول مَنْ أسلم؛ أول من أسلم من الرجال، ولذلك يقول أبو الخطاب
قـالوا: فَمَـنْ بعد النبـي خليفـة
قلـت: الْمُوَحِّـدُ قبل كـل مُوَحِّـدِ
ثانِيـهِ في يـوم العريش, ومَنْ له
فـي الغـار أسعد يا له من مُسْعدِ
فهو ثاني رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في الغار في قوله: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ له هذه المزية، وكذلك أيضًا في العريش في غزوة بدر كان هو الذي مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لما بني له عريش فكان هو الذي يحرسه.
ثم بعده عمر -رضي الله عنه-؛ وذلك لأن أبا بكر اختاره لما رآه أهلًا، فهو الخليفة الثاني الذي في خلافته -رضي الله عنه- توسعت الخلافة، وتوسعت البلاد الإسلامية. ثم بعده عثمان -رضي الله عنه- اختاروه، وكان أهلًا للخلافة؛ ولكن ثار عليه بعض الثُّوَّار من أهل العراق ونحوهم، وقتلوه، وليس فيهم أحد من الصحابة... الذين قتلوه.
ولما قُتِلَ لم يكن أَوْلَى بالخلافة من علي -رضي الله عنه- فاستخلف؛ ولكن اختلف عليه الناس، حيث امتنع من خلافته أهل الشام وبايعوا معاوية ؛ يقولون: لا نبايعك إلا إذا سلمتَ لنا قتلة عثمان فإنهم موجودون في جيشك. فلم يستطع أن يُسَلِّمَهُمْ؛ لكثرتهم، ولكثرة أقوامهم، وقال: إذا بايعتموني واجتمعتِ الكلمةُ فإن في إمكانكم أن تأخذوهم واحدًا واحدًا. هكذا قال؛ ولأجل ذلك حصلت الخلافات بينهم.