اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
41253 مشاهدة
تجلي الله تعالى للجبل وأدلته من القرآن


ثم ذكر أن الله تجلى للجبل فصار دكًا من جلاله، هكذا متى كان ذلك، لما كلم موسى وطلب موسى أن يرى ربه فقال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ فقال الله: لَنْ تَرَانِي أي لا تقدر على رؤيتي في الدنيا، وذلك لضعف بنية الإنسان لا يتحمل أن يثبت لرؤية الله، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ الجبل الشامخ جبل نظيم وهو جبل الطور وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ تجلى الله تعالى للجبل بدا له شئ من نور الله اندك الجبل يقول الله: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ يعني تجلت عظمته للجبل خر الجبل واندك وساخ في الأرض، جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا .