جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
تابع لمعة الاعتقاد
51276 مشاهدة
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ذكر بعد ذلك الشفاعة، أن لنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعة، يشفع فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، يخرجون منها بعد ما يصيرون فحما وحمما، فيدخلون الجنة بشفاعته.
ذكر أن له خمس شفاعات:
الشفاعة الأولى: (العظمى) في أن يفصل الله تعالى بين العباد.
والشفاعة الثانية: في أهل الجنة، أن يفتح لهم حتى يدخلوا الجنة.
والشفاعة الثالثة: في بعض أهل الجنة، أن ترفع منازلهم.
والشفاعة الرابعة: في أهل الكبائر الذين دخلوا النار، أن يخرجوا منها؛ ولو بعد ما يصيرون حمما.
والشفاعة الخامسة: لعمه أبي طالب أن يخفف عنه، ثم لسائر الأنبياء، والمؤمنين، والملائكة.
شفاعات؛ ولكن للشفاعة شرطان:
الإذن للشافع، والرضا عن المشفوع. كما في قول الله تعالى: وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ وقال: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وقال تعالى: لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى وقال: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ فالشفاعة لا تنفع الكافر كما في قوله: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وكما في قولهم: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ .