تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
33967 مشاهدة
حق الله على العباد وحق العباد على الله

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إِلا مؤخرة الرّحْلِ، فقال: يا معاذ بن جبل قلت: لبيك رسول اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسُولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسُولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هل تَدْرِي مَا حَقّ الله عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنّ حَقّ الله عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَقّ الْعِبَادِ عَلَى الله إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَنْ لاَ يُعَذّبَهُمْ .


هذا رواية من روايات حديث معاذ ذكر أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بينه وبينه إلا مؤخرة الرحل، في بعض الروايات أنه كان رديفا له على حمار، كان عليه الصلاة والسلام ركب حمارا لزيارة بعض الأماكن من المدينة وكان الحمار يكون على ظهره وقاية تسمى الرحل أو الوثار أو الحقو أو .. -يعني أسماء- فخاطبه بهذا الخطاب أي يحضر قلبه. أخبره بأن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله إذا هم عبدوه ولم يشركوا به شيئا ألا يعذبهم، ألا يعذب من لا يشرك به شيئا.
وفي بعض الروايات أنه فرح بذلك وقال: أفلا أبشر الناس؟. قال: لا تبشرهم فيتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما من كتمان العلم، وبعد أن عرف الناس حقوق الله تعالى على العباد.
لاشك أن حق الله تعالى حق واجب على العباد، حق على العباد لله تعالى حق الله عليهم أن يعبدوه، حق وجوب، حق واجب، لا بد أن يأتوا بهذا الحق وأن يدينوا به، أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا، ويخلصوا له العبادة بجميع أنواعها، هذا حق وجوب.
وأما ما هو معلوم أنهم متى عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا فإنهم يطيعونه في كل ما فرض عليهم، فيؤدون الصلوات والزكوات وسائر الأركان الإسلامية، وسائر العبادات المكتوبة، كذلك يتركون المحرمات، فيتركون كل ما حرم الله تعالى عليهم، فيكون ذلك من العبادة، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فلا يطيعون الشيطان، ولا يطيعون الهوى، ولا يطيعون الدعاة إلى الشرك أو إلى المعاصي وما أشبهها.
أما حق العباد أن لا يعذبهم فهو حق تكرم، حق كرم من الله تعالى لأنه هو الذي وفقهم، وهو الذي أعانهم وسددهم، فيكون حقهم حق كرم، وحق الله حق وجوب.