إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
32830 مشاهدة
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من كتاب صحيح البخاري في هذه الليالي أربع ليالي في مثل هذه الليلة نقرأ في كتاب العلم من صحيح البخاري فالبخاري اختار في صحيحه الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن في أسانيدها ولا في متونها؛ فهو أصح الكتب المصنفة.
بدأ صحيحه بحديث في تصحيح النية، ثم بأحاديث فيما يتعلق بنزول الوحي، ثم بالأحاديث التي تتعلق بالإيمان، ثم بعد ذلك بكتاب العلم وهو إشارة إلى أن العلم أولى أن يعتنى به، وأن من العلم علم الحديث الذي يهتم بروايته ويهتم بتعلم معانيه، فنحب أن نقرأ في هذا الكتاب ولو كان الكتاب كثيرا -يعني لا نتمكن من قراءة الكتاب كله كتاب العلم-؛ لكن نقرأ منه ما تيسر. نستمع إلى كلام البخاري بابا بابا، كلما قرأنا بابا وما تحته من الأحاديث والآثار علقنا عليه بما تيسر ولو كان كلام الشراح أوسع بكثير، ولكن نقتصر على الإيضاح للدلالة على المعاني، فأولا نستمع المتن ثم بعد ذلك نتكلم عليه.نعم.