إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
33953 مشاهدة
باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم


قال -رحمه الله تعالى- باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم.
قال أبو عبد الله حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال عبد الله: فوقع الناس في شجر البوادي قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله. قال: هي النخلة .
قال -رحمه الله تعالى- باب ما جاء في العلم وقوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا .
القراءة والعرض على المحدث ورأى الحسن و الثوري و مالك القراءة جائزة، واحتج بعضهم بالقراءة على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة -رضي الله تعالى عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- آلله أمرك أن تصلي الصلوات؟ قال: نعم، قال فهذه قراءة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه، واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون أشهدنا فلان، ويقرأ ذلك قراءة عليه ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ: أقرأني فلان.
حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال: لا بأس بالقراءة على العالم.
وأخبرنا محمد بن يوسف الفربري وحدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان قال: إذا قرئ على المحدث فلا بأس أن تقول: حدثني.
قال: وسمعت أبا العاصم يقول: عن مالك و سفيان القراءة على الإمام وقراءته سواء .
قال أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث عن سعيد -هو المقبري- عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول: بينما نحن جلوس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم: أيكم محمد ؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال الرجل: يا ابن عبد المطلب فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أجبتك. فقال الرجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي من نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. قال: أنشدك بالله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللهم نعم. قال أنشدك بالله آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر رواه موسى بن إسماعيل و علي بن عبد الحميد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا.


المعلم أحيانا يلقي على التلاميذ إلقاء فيقول: من العلوم كذا ومن الأحاديث كذا ومن الفوائد كذا وكذا، يسردها عليهم وفي هذه الأحوال قد يغفل بعضهم؛ فلذلك يحسن أن يسألهم فيقول: أخبروني عن مسألة كذا، من يعرف حكم هذه المسألة؟ هل منكم أحد يجيب عن هذه المسألة؟ يختبر بذلك ذكاءهم أو يختبر معرفتهم أو يثير انتباههم، إذا قال: من يعرف هذه المسألة؟ أخبروني بهذه المسألة؟ مثل إلقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- السؤال على أصحابه، سؤاله عن تلك الشجرة التي لا يسقط ورقها، فهذا من كيفية تعليم العلم أن يلقي سؤالا على الحاضرين.