تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
64073 مشاهدة print word pdf
line-top
باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر


قال البخاري رحمه الله -تعالى- باب ما ذكر في ذهاب موسى -صلى الله عليه وسلم- في البحر إلى الخضر وقوله -تعالى- هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا .
قال أبو عبد الله حدثني محمد بن غُرَيْر الزهري قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب حدث أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس -رضي الله –تعالى عنه- أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لُقِيِّه، هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال موسى لا. فأوحى الله إلى موسى بلى، عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه؛ فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال فتى موسى لموسى: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة؟ فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. قال: ذلك ما كنا نبغي؛ فارتدا على آثارهما قصصا؛ فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله -عز وجل- في كتابه .


هذا دليل على الرحلة في طلب العلم، هذا موسى كليم الله، كلمه الله تكليما، ومع ذلك لما سأله رجل، هل تعلم أحدا أعلم منك؟ فقال: لا، عتب الله عليه؛ وذلك لأنه لم يقل: الله أعلم، فلما لم يقل ذلك قال الله: بلى، إن عبدا من عبيدي بمجمع البحرين ؛ هو أعلم منك فسأل موسى وقال: ربي كيف ألقاه وكيف أصل إليه فقيل له: احمل معك حوتا- هو السمك- فحمل معه حوتا في زنبيل، وقيل له: إذا فقدت هذا الحوت فإنك تجده، فقال لفتاه: لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا- يعني زمنا طويلا-.
لما أنه تمارى ابن عباس والحر بن قيس في صاحب موسى من هو؟ ابن عباس جزم بأنه الخضر والحر لم يذكر ما قاله فمر بهما أبي بن كعب فسأله ابن عباس هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر خبر صاحب موسى فقال: نعم وأخبره بهذا الحديث، وأن موسى لما سأل أن يلقى ذلك العالم؛ جُعل له الحوت علامة؛ فحمل الحوت وسار، ولما قرب من مجمع البحرين فقد الحوت، أحيا الله ذلك الحوت، ولما عاش الحوت دخل البحر؛ ولما دخل البحر كان مسيره يبسا، اتخذ سبيله في البحر يبسا، وكان لموسى ولصاحبه عجبا فصارا يتبعان أثر الحوت إلى أن وجدا الخضر ؛ فكان من شأنهما ما قص الله -تعالى- في كتابه .نعم.

line-bottom