تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
70482 مشاهدة
العظة والعبرة من ذكر القصص في القرآن

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعرف أن عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ترشد المؤمن العاقل إلى الإيمان الصحيح اليقيني؛ وذلك أن الله تعالى نصبها لعباده كدلالات على كمال قدرته وعلى تمام تصرفه، ودلالة للعباد على أنه وحده هو ربهم، وهو خالقهم والمتصرف فيهم فمن تأمل فيها وتعقل اعتبر وعرف وأيقن، وأما من انحرف وانصرف فكره إلى أموره الدنية فإنه لا يعتبر ولا يتذكر ولا يتفكر.
نجد في القرآن دائما قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أي لهم عقول يفهمون بها ويتفكرون بها في خلق الله تعالى، وكذلك قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ يعني يكون فكرهم في هذه الموجودات صغيرها وكبيرها؛ ليدلهم هذا التفكير على اليقين بقدرة خالقهم، وأنه تعالى أهل أن يعبد، وأن يركع له ويسجد.
ثم من ذلك أيضا ما قص الله تعالى على عباده في كتابه من قصص الأولين التي تدل على أنه سبحانه ما أهمل العباد مع كونه نصب لهم الآيات؛ ليتفكروا وليتعقلوا ومع ذلك قد لا يهتدون بعقولهم إذا كانت ناقصة وقاصرة، فأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأمر كل رسول أن يكون بشيرا ونذيرا لأمته، وأخبر تعالى بأولئك الرسل أو ببعضهم وماذا كانت عاقبتهم ونهاية قصتهم.