عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8230 مشاهدة
منهج طلب العلم

- حفظكم الله فضيلة الشيخ. فضيلة الشيخ: شاعت بين شباب الصحوة في هذه الأيام ظاهرة ثقافة الشريط والكتيب ؛ بحيث صار اتصال الشباب بالعلم الشرعي -أو كثير منهم- لا يتجاوز المحاضرات وقراءة بعض الكتيبات، وقلَّ الذين يجلسون إلى المشايخ، أو يجردون المطولات من كتب أهل العلم. ما هو تقديركم لمدى انتشار هذه الظاهرة في وسط شباب الصحوة؟ وما رأيكم فيها؟
نرى أن هذا نقص في المعلوميات. لا شك أن الشريط وأن الكتيب الصغير قد يحتوي على علم وعلى ثقافة وعلى فوائد، ولكن طالب العلم لا يقتصر على مثل هذا. نوصي طلبة العلم بأن يواصلوا الطلب إذا كانوا درسوا في الجامعات أو في التخصصات، فإن من تمام ذلك ملازمتهم لحلقات المشائخ وللمحاضرات وللندوات، ولمجالسة العلماء والأخذ منهم.
وكذلك أيضا إعراضهم عن الكتب القديمة والكتب المطولة فيه أيضا شيء من النقص. الواجب على طالب العلم أن يمرن نفسه على قراءة الكتب، ومعرفة الأماكن التي توجد فيها المباحث في المطولات، يقتني كتب مذهب من المذاهب، أو مذهبين، أو الكتب التي تأتي بالأدلة وتوردها.
ثم يتمرن على معرفة البحث؛ إذا بحث مثلا في طهارة المياه؛ بحثها في هذا الكتاب، ثم في الكتاب الثاني، ثم في الثالث إلى أن يعرف مواضعها، وكذلك أيضا إذا بحث في النية في الصلاة وكونها شرطا، أو بحث في صفة الوضوء؛ لا يقتصر على سماعه من شريط أو سماعه من كتيب صغير أو نحو ذلك، بل يعود نفسه بأن يقرأ في الكتب الطويلة، وأن يسأل المشايخ عن مواضع هذا البحث؛ حتى يكون على معرفة بالكتب وفوائدها، والقدرة على استنباط الأحكام، وعلى معرفة مواضع البحوث، هذه هي صفة طالب العلم. نعم.