إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
حقيقة الالتزام
19158 مشاهدة
المعاملة الحسنة

أولا: من صفات الملتزم والمستقيم المعاملة الحسنة:
قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ .
وفي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .
فالمعاملة الحسنة صفة من صفات كل مسلم، وكل ملتزم، فلا تكن فظًّا غليظًا ، ولا تكن شرسًا ولا عبوسًا في وجوه من تلقاهم من إخوانك، ولا تكن حاقدًا وحاسدًا ومبغضًا لهم بدون سبب يذكر.
فعليك أن تكون ليِّن الجانب، وأن تلقى أخاك بوجه مسفر منطلق مبتسم، إعجابًا به ومحبة له، فهذه كلها من صفات الملتزمين التي جاء الشرع بها وحث عليها.