شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
51390 مشاهدة
موقف هرقل من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم لما كتب هذا الكتاب إلى ملك الروم، فملك الروم احترم الكتاب.. ما مزقه كما فعل ملك الفرس، بل احترمه، ثم أراد أن يسأل: هل هناك أحد يعرف هذا الرجل الذي أرسل إلينا هذا الكتاب؟ والذي يدعي أنه نبي، فصادف في تلك الأيام أبا سفيان ومعه قوم من قريش جاءوا إلى الشام إلى إيليا إيليا هي فلسطين وبيت المقدس وما حوله كان اسمه قيصر الذي هو ملك الروم، فكان في إيليا ويسميها اليهود أورشاليم فلما ذُكِرَ له أبو سفيان ومن معه، وأنهم من قريش، ومن أهل مكة استحضرهم، واستدعاهم ليسألهم عن أمر هذا النبي، أو هذا الذي يدعي أنه نبي.
في هذه القصة أنه لما استحضرهم سألهم بواسطة الترجمان، كانت لغتهم عِبْرِيَّةً، ولكن عنده ترجمان يعرف العربية، فسأله.. سأل القوم: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي، كان أقربهم أبا سفيان يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف لأن أبا سفيان اسمه صخر بن حرب بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
فلما قال أبو سفيان أنا؛ كان أقربهم، أجلسه قريبًا منه، وأجلس رفقته خلفه، وقال لهم بواسطة الترجمان: إني سائل هذا الرجل، إني سائل أبا سفيان عن محمد الذي يدعي أنه نبي، فإن كذبني فَكَذِّبُوه.
عرف أن أبا سفيان كان مخالفًا لدين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يمكن أن يكذب، ويجيب بجواب غير صحيح، أبو سفيان التزم الصدق، والحق ما شهدت به الأعداء، وما حمله على الصدق إلا مخافة أن يكذبوه، أن يكذبه الذين هم رفقته، وأن يقولوا كذب، والكذب عندهم عيب، ونقص، فالْتَزَمَ الصدق في هذه الأسئلة.