إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
98625 مشاهدة print word pdf
line-top
ابتداء البخاري صحيحه بباب بدء الوحي

...............................................................................


الكتاب الذي بدأ به البخاري كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان غيره من الأئمة بعضهم يجعل لكتابه مقدمة، كما صنع مسلم مقدمة يذكر فيها أسباب تأليفه، البخاري جعل هذا الحديث بدل المقدمة، كثير من العلماء يبدءون كتبهم في مثل الحديث بأمر العقيدة بالعقيدة والإيمان ونحوه، ولكن البخاري بدأ بكيف كان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتبعه بعد ذلك بالإيمان.
وأما مسلم فبدأ بالإيمان وكذا ابن ماجه بدأ بالإيمان وكذا الدارمي بدأ بالإيمان وبأمر العقيدة، وبقية أهل السنن بدءوا بالطهارة، وبدأ البخاري بالطهارة بعد ذلك.
كذلك أيضًا بدء الوحي من العقيدة؛ وذلك لأن هذه الشريعة كلها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي؛ أي أن الله تعالى أوحى إليه القرآن وكذلك أوحى إليه السنة أو ألهمه السنة، والدليل قوله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى قيل وما ينطق بأية كلام إلا عن الوحي، وقيل إن المراد نطقه بالقرآن أي لا ينطق بالقرآن ويتكلم به إلا بما أوحى الله تعالى إليه.
فالله تعالى أوحى إليه هذا القرآن وهذه الشريعة فكلها مأخوذة عنه، الطريق إلى الأعمال الصالحة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كل القرآن أخذ بواسطته، والسنة أخذت عنه، وإن كان الاستدلال بالقرآن مقدمًا على الاستدلال بالسنة، وتكون السنة هي في المرتبة الثانية، وما ذاك إلا أن أكثر السنة كان أو كثيرًا منها كان عن إلهام أو عن اجتهاد أو عن نظر، وكثير منها وحي وإلهام ألهمه الله نبيه صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإنهم يجعلون السنة دليلًا مستقلًا يستدل بها، وقد دل على ذلك آيات من القرآن وأحاديث من الأحاديث النبوية تدل على أن ما جاء به وما علمه لأمته كله من شريعته لا بد من الأخذ به، ولا بد من العمل به.
لعلنا نكتفي بهذا.

line-bottom