شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
أسماء الله وصفاته
23734 مشاهدة
تضافر الأدلة على إثبات صفة الاستواء


السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مما خالف فيه المبتدعة في صفات الله تعالى أو من الصفات الفعلية صفة العلو وصفة النزول وصفة المجيء، وقالوا في تعليلهم: إن الله تعالى منزه عن المجيء والذهاب، قالوا: لأن هذا من شأن المحدثات والمركبات، هكذا يعللون. فأهل السنة أثبتوا صفة العلو لله تعالى بجميع أنواعه؛ علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، فعلو القهر معناه الغلبة؛ أن الله تعالى هو عال بمعنى غالب وقاهر. وعلو القدر بمعنى أنه أرفع قدرا، وأعلى قدرا من عباده ومن خلقه. وعلو الذات اعتقادهم أن الله تعالى هو العلي الأعلى بذاته على جميع مخلوقاته، ومع ذلك أثبتوا قربه ومعيته كما يشاء.
وقد أثبتوا ذلك؛ أثبتوا العلو بالعقل والنقل، وصفة الاستواء على العرش دل عليها شرع الله تعالى؛ ودلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، وليس في العقل ما يخالف ذلك، وقد أورد العلماء الأدلة النقلية على صفة العلو، وتنوعها يدل على أنه علو حقيقي علو للذات حيث تنوعت الأدلة وقسمها ابن القيم في النونية إلى واحد وعشرين نوعا من الأدلة. ومفرداتها إذا أحصيت قد تصل إلى ألف دليل، ومع تواترها وتنوعها لا يمكن تحريفها ولا تأويلها لو كانت نوعا أو نوعين لأمكنهم ذلك؛ ولكن مع تنوعها يتضح أن تحريرهم وصرفهم لها صرف للأدلة الظاهرة. ولهذا فإنهم المبتدعة في مؤلفاتهم لا يذكرون هذه الأدلة مجتمعة، فإنهم يخشون إذا جمعوها أن يصعب عليهم تأويلها؛ لأجل ذلك إذا أرادوا التأويل أخذوا واحدا أو اثنين وأولوهما.
وأول الأدلة وأولاها آيات الاستواء على العرش، هي التي بدأها ابن القيم وذكر أنها سبع:
..................................
سبع أتـت في محـكم القـرآن
وكذلك اضطـردت بـلا لام ولـو
كانت بمعنى اللام في الأذهـان
لأتت بها في موضع كي يحمل ال
باقي عليها وهـو ذو إمـكـان
أي: أنها اضطردت السبع بلفظ استوى:
1- في سورة الأعراف: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
2- وفي سورة يونس: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
3- وكذلك في سورة الرعد: الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
4- وكذا في سورة طه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
5- وفي سورة الفرقان: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ .
6- وفي سورة السجدة: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .
7- وفي سورة الحديد: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .