إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
أسماء الله وصفاته
23732 مشاهدة
إمكانية سماع كلام الله تعالى

ومعلوم أن القول هو: الكلام المسموع الذي يتكلم به المتكلم ويسمعه من شاء ممن حوله، أو ممن أراد أن يسمعه، وورد أيضا في الحديث في حديث النواس بن سمعان يقول صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة -أو قال رعدة شديدة- خوفا من الله عز وجل يعني: إذا تكلم بالوحي ارتعدت السماوات وارتجفت فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم، يقول: فيكون كلامه كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك إذا قضى الله الأمر في السماء يعني: أمرا من الأمور -ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله: كأنه سلسلة على صفوان، لقوله، يعني، لكلامه، إذا قضى أمرا، وقدر أمرا؛ فإنه يتكلم فإذا كان كذلك فإن الملائكة يخضعون ويضربون بأجنحتهم خضعانا لقوله، يعني: لكلامه كأنه يعني: كأن كلامه سلسلة، أي: جر السلسلة على الصفوان، السلسلة هي الحديد الذي يدخل بعضه ببعض حلقات كبيرة يدخل بعضها في بعض، فإذا سحبت على الصفا سمع لها صوت مزعج شديد، أي: أن ذلك الصوت الذي يسمعونه صوت شديد يكون من آثاره أنهم يخضعون ويضعون أجنحتهم تواضعا لله تعالى خوفا من الله عز وجل.
أثبت في هذا الحديث أن كلام الله تعالى مسموع، وأنه يسمع كما تسمعه الملائكة، وكما سمعه موسى وكما أسمع ما شاء من خلقه يسمع الملك الذي ينزل بالوحي والذي يدبر الأمر وأنه قول ولذلك قال تعالى: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ أي: أنه قال الحق، وأنه لا يقول إلا الحق، فدل على أن الله تعالى يتكلم أنه يقول الحق، ولا يقول إلا حقا .
وكذلك ورد أيضا أن نبينا صلى الله عليه وسلم كلمه ربه ليلة الإسراء وأنه فرض عليه الصلوات خمسين صلاة وأن موسى قال له: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، وأنه قال: يا رب خفف عن أمتي. فوضع عنه عشرا حتى صارت خمسا وأن الله تعالى قال : لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ هي خمس وهي خمسون، أثبت أن الله تكلم وأنه يتكلم، وأنه أثبت أنها خمس، قال: هي خمس وهي خمسون يعني: أجرها أجر خمسين، فأثبت أن الله كلم نبينا وأنه سمع كلامه وكذلك أيضا ورد في الحديث أن الله تعالى يكلم عباده يوم القيامة وأنه يكلم نبينا عليه الصلاة والسلام عندما يطلب الشفاعة يقول: إنه يقول إذا سجد: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع فهذا كلام الله يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ودليل واضح على أن الله تعالى يتكلم بصوت مسموع يسمعه من شاء من خلقه وفي الحديث الذي ذكرنا أن الله يتكلم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أي: يسمعه جميع الخلق إذا تكلم سمعه الخلق كلهم، وذلك في يوم القيامة، وكذلك الأدلة التي فيها أن الله تعالى قال ويقول واضحة في أن القول لا يكون إلا بكلام وأنه كما يشاء.