إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
22585 مشاهدة
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من كتاب صحيح البخاري في هذه الليالي أربع ليالي في مثل هذه الليلة نقرأ في كتاب العلم من صحيح البخاري فالبخاري اختار في صحيحه الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن في أسانيدها ولا في متونها؛ فهو أصح الكتب المصنفة.
بدأ صحيحه بحديث في تصحيح النية، ثم بأحاديث فيما يتعلق بنزول الوحي، ثم بالأحاديث التي تتعلق بالإيمان، ثم بعد ذلك بكتاب العلم وهو إشارة إلى أن العلم أولى أن يعتنى به، وأن من العلم علم الحديث الذي يهتم بروايته ويهتم بتعلم معانيه، فنحب أن نقرأ في هذا الكتاب ولو كان الكتاب كثيرا -يعني لا نتمكن من قراءة الكتاب كله كتاب العلم-؛ لكن نقرأ منه ما تيسر. نستمع إلى كلام البخاري بابا بابا، كلما قرأنا بابا وما تحته من الأحاديث والآثار علقنا عليه بما تيسر ولو كان كلام الشراح أوسع بكثير، ولكن نقتصر على الإيضاح للدلالة على المعاني، فأولا نستمع المتن ثم بعد ذلك نتكلم عليه.نعم.