لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
14233 مشاهدة print word pdf
line-top
منهج طلب العلم

- حفظكم الله فضيلة الشيخ. فضيلة الشيخ: شاعت بين شباب الصحوة في هذه الأيام ظاهرة ثقافة الشريط والكتيب ؛ بحيث صار اتصال الشباب بالعلم الشرعي -أو كثير منهم- لا يتجاوز المحاضرات وقراءة بعض الكتيبات، وقلَّ الذين يجلسون إلى المشايخ، أو يجردون المطولات من كتب أهل العلم. ما هو تقديركم لمدى انتشار هذه الظاهرة في وسط شباب الصحوة؟ وما رأيكم فيها؟
نرى أن هذا نقص في المعلوميات. لا شك أن الشريط وأن الكتيب الصغير قد يحتوي على علم وعلى ثقافة وعلى فوائد، ولكن طالب العلم لا يقتصر على مثل هذا. نوصي طلبة العلم بأن يواصلوا الطلب إذا كانوا درسوا في الجامعات أو في التخصصات، فإن من تمام ذلك ملازمتهم لحلقات المشائخ وللمحاضرات وللندوات، ولمجالسة العلماء والأخذ منهم.
وكذلك أيضا إعراضهم عن الكتب القديمة والكتب المطولة فيه أيضا شيء من النقص. الواجب على طالب العلم أن يمرن نفسه على قراءة الكتب، ومعرفة الأماكن التي توجد فيها المباحث في المطولات، يقتني كتب مذهب من المذاهب، أو مذهبين، أو الكتب التي تأتي بالأدلة وتوردها.
ثم يتمرن على معرفة البحث؛ إذا بحث مثلا في طهارة المياه؛ بحثها في هذا الكتاب، ثم في الكتاب الثاني، ثم في الثالث إلى أن يعرف مواضعها، وكذلك أيضا إذا بحث في النية في الصلاة وكونها شرطا، أو بحث في صفة الوضوء؛ لا يقتصر على سماعه من شريط أو سماعه من كتيب صغير أو نحو ذلك، بل يعود نفسه بأن يقرأ في الكتب الطويلة، وأن يسأل المشايخ عن مواضع هذا البحث؛ حتى يكون على معرفة بالكتب وفوائدها، والقدرة على استنباط الأحكام، وعلى معرفة مواضع البحوث، هذه هي صفة طالب العلم. نعم.

line-bottom