إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
حقيقة الالتزام
27350 مشاهدة print word pdf
line-top
حقيقة الالتزام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه. وبعد:   فقد كنت قبل أشهر قمت بجولة في أنحاء من المملكة للدعوة والإرشاد، وإلقاء محاضرات وإجابة على أسئلة ، وكان من جملة المحاضرات في مدينة جدة في أول شهر شعبان عام 1413هـ محاضرة بعنوان:  (حقيقة الالتزام) وقد ألقيتها ارتجالا ، ولم يتيسر لي مراجعة ولا كتابة عناصرها، ومناسبتها أن هناك جمعًا كبيرًا قد منَّ الله عليهم بالاستقامة، والتمسك بالشريعة، وعُرفوا بأهل الالتزام، فناسب أن يتلقوا تعاليم تزيدهم تمسكًا ، وتوضح المناهج والطرق السليمة التي يسلكها أهل الالتزام، وتكون سببًا في الاستمرار والدوام على هذه السيرة السوية.
 وقد تعرضت فيها للحث على الأعمال الصالحة، والإكثار من نوافل العبادة، والبعد عن المعاصي والمحرمات والشرور، وهجر العصاة والحذر من الانخداع بدعاياتهم وتسويلهم، وزخرف القول الذي يموهون به، ونحو ذلك من النصائح على وجه الإشارة والإيجاز.
وقد رغب بعض المحبين نشرها في كتيب، فوافقت على ذلك، رجاء أن ينفع الله بها من أراد به خيرًا ، والله المسؤول أن يمن علينا بالعصمة والحفظ من الغواية، وأن يهدي ضال المسلمين ويرشد غاويهم، ويصلح أئمتهم وقادتهم، ويهديهم إلى الصراط السوي، ويجنبهم طريق الغواية والهلاك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 5/ 1 / 1414هـ.

line-bottom