شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
94503 مشاهدة print word pdf
line-top
ورقة بن نوفل يثبت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


بعد ذلك كان ابن عمها اسمه ورقة بن نوفل بن أسد هي خديجة بنت خويلد بن أسد والزبير هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد جده وجد خديجة وجد الزبير أسد بن عبد العزى .
ذهبت به إلى ورقة وكان ورقة من الذين تنصروا في الجاهلية، تنصر دخل في دين النصرانية، وتعلم اللغة العبرية التي هي لغة النصارى، وقرأ من الإنجيل وقرأ من التوراة، وكان يكتب ينقل من التوراة ومن الإنجيل باللغة العبرية، وكذلك أيضًا بالعربية، وكان قد قرأ صفات الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي، وكان في ذلك الوقت شيخًا كبيرًا قد عمي من كبره، وقد اختلف هل أدرك الإسلام وأسلم أم لم يسلم؟ وظاهر هذا الحديث أنه عرف الحق وأنه تقبله.
لما جاءت إليه خديجة وقالت: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. ذكرته (بابن أخيك)؛ لقرابته لأنهم جميعًا من بني عبد مناف، فقال: ما ترى أو ما تسمع؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى، وأنه تمثل له في صورة رجل، وأنه قال له: اقرأ. ثلاث مرات، وأنه غمه ثلاث مرات، وأنه بعد ذلك قال له: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إلى آخره. فعرف ورقة أن هذا وحي من الله، وأن هذا الذي أتاه هو الملك ويسمى الناموس يعني ملك الوحي الذي كان ينزل على الأنبياء كموسى هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى .
ثم تمنى وقال: ليتني أكون فيها جذعا. يعني أكون شابًا حتى أصادقك وأصدقك وأنصرك، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك. النبي صلى الله عليه وسلم أحزنه أن قومه سوف يخرجونه من بلده الذي تربى فيها وأحبها ، والتي هي أشرف البلاد، فاستغرب وقال: أو مخرجي هم؟! كيف يخرجوني؟ فقال: نعم. لم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا أوذي. يعني الأنبياء الذين أتوا بما أتيت به نالهم أذى، وكذبوا وأوذوا واستبطئوا نصر الله، فكأنه أخبره بذلك حتى يطمئنه، وحتى يتحمل ويصبر على ما يناله من الأذى الذي يؤذيه به قومه، فعند ذلك قال: نعم، لم يأت أحد بما أتيت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرا. إذا أدركت دعوتك وتكذيب قومك لك فإني سوف أنصرك وأقوم بنصرتك نصرًا مؤزرا.
ولكن كان ورقة في ذلك الوقت قد أسن وكبر؛ فلم يلبث إلا قليلًا حتى توفي، وبعد ذلك فتر الوحي أي توقف الوحي مدة الله أعلم بها، قيل: سنتين، وقيل: ثلاث سنين.

line-bottom