شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
حوار في الاعتكاف
54708 مشاهدة
صحة بعض الأحاديث في الاعتكاف


س40: ما صحة ما يلي:
1- من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين .
2- من اعتكف يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين .
جـ 40: روى الطبراني في الكبير عن الحسين بن علي -رضى الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اعتكاف في رمضان كحجتين وعمرتين قال الهيثمي في مجمع الزوائد في باب الاعتكاف: وفيه عيينة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك أي فهو ضعيف جدا، فلا يدل على تفضيل الاعتكاف على الحج لأن العمرة والحج قد يكونا فرضا واجبا بخلاف الاعتكاف فإنه لا يكون إلا نفلا، ولأن الحج والعمرة أكثر عملا وفيهما سفر ونفقة ومشقة وكثرة أعمال متنوعة ومع ذلك فإن الاعتكاف فيه أجر كبير وفضل عظيم لمن داوم عليه وأخلص عمله.
وأما الثاني فلم أجده في باب الاعتكاف وإنما وجدت حديثا عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض رواه الطبراني في المعجم الأوسط والصغير وإسناده حسن وروى نحوه أيضا عن جابر وفي رواية سبعين خريفا وفي إسناده ضعف والله أعلم.