إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
44304 مشاهدة
17- تزوجت ولم أكن أصلي وأصوم

المشكلة:
تزوجت منذ خمس وعشرين سنة، وأنجبت ستة أولاد، والحقيقة أنه لا يوجد أي انسجام بيني وبين زوجتي، علمًا بأنها جميلة جدًّا، كذلك لا يوجد انسجام أيضًا بين الأولاد؛ علمًا بأن هناك فرقًا بين أعمارهم لا يقل عن أربع سنوات. وفي يوم من الأيام وأنا أسمع برنامج فتاوى سمعت أن من تزوج وهو لا يصلي ولا يصوم زواجه غير صحيح وأنه مثل الزنا، فتوقفت عند هذا ورجعت إلى نفسي، وهو أني لما تزوجت لم أكن أصلي ولا أصوم، ومكثت لأكثر من خمس سنوات على ذلك، ولكن في قرارة نفسي لم أكن كافرًا، وتركي للصلاة كان لعدم اقتناعي بأنها ضرورية، وكذلك الصيام، وأعود لما سمعته في الفتوى وأقول: هل معنى ما ذكرته من عدم الانسجام ناتج عن أن زواجي غير صحيح؟ وإذا كان كذلك، ماذا أفعل؟
الحل:
عليك أولا أن تتوب عن ترك الصلاة والصوم وتحافظ على العبادات وفرائض الإسلام، وعليك أيضًا أن تبادر إلى تجديد العقد فتحضر عند والدها أو أخيها الذي هو ولي العقد ومعك شاهدان عدلان وتطلب منه أن يقول: قد زوجتك ابنتي أو أختي فلانة، وتقول أنت: قد قبلتها، وتُشهد شاهدين على هذا الإيجاب والقبول بدون مأذون وكتابة عقد، فلعل هذا التجديد يزيل ما يقع من سوء العشرة ويحصل بعده الانسجام وتمام الألفة والعشرة الطيبة ولين الجانب والتخلق بالفضائل، والبعد عن الرذائل، والتماس الحب والوئام، والتزام أداء الواجبات الشرعية من الزوجين، والحرص على تربية الأولاد على العبادات والصلوات والطاعات، وإبعادهم عن المحرمات وعن المسكرات والمخدرات وسماع الأغاني والملاهي والدخان والصور الفاتنة ونحو ذلك، وتدريبهم على محبة الخير وسماع القرآن وتعلم العلم النافع والعمل الصالح، والإكثار من الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة، فلعل ذلك يغير الحال التي أنتم عليها، والله أعلم.